المعنى الأصلي لقصص يعقوب

لفهم كيف أن قصص يعقوب تركز على أن إسرائيل له الحق في أرض الموعد، علينا أن نتذكر أمران على الأقل. أولهم هو أن هذه القصص هي في الأساس عن التقابل بين يعقوب وعيسو، وهي المجموعات التي كانت تتنافس، كما كان الحال، لتثبت كونها الوريث الشرعي لمواعيد إبراهيم. وقصص يعقوب وعيسو، والتضاد بينهما، يبين بوضوح أن عيسو ذهب جنوبًا تجاه الأدوميين وأن الله أعطاه هذه الأرض، وهناك ثبته الله، وأن يعقوب، هو بالأحرى، الوريث الشرعي للوعد المعطى لإبراهيم بشأن أرض الموعد. ولكن يمكنك أن تجده أيضًا في قصة لابان عندما يرحل يعقوب. هؤلاء هم جيران من الشمال، وأقربائه، ولكنه لا يبقى هناك إلا لمدة من الزمان.

ولكن الأهم من هذه المقابلة بين يعقوب وعيسو، ويعقوب ولابان هو حقيقة أن يعقوب، وهو يترك أرض الموعد، وبعد أن خدع أبوه، وخدع أخوه، إلا أنه يحصل على هذا الحلم المشهور عند بيت أيل، وهو يترك أرض الموعد في الإصحاح 28، حيث يظهر له الله وملائكة، ثم يقول يعقوب: "هل يمكنك أن تؤكد لي فقط من فضلك أني سأرجع إلى هذه الأرض مرة أخرى؟" والله يؤكد له أنه سيفعل هذا بالضبط. ثم، في الإصحاح 35، لديك تذكر لهذا الحدث، حيث يقول الله، اذهب لبيت إيل، وابني مذبحًا، ابني مذبحًا في المكان الذي قلت لك أني سأرجعك له. وبيت إيل، كما نعلم هي في أرض الموعد. وهذان المقطعان في حياة يعقوب ركزوا بشكل إيجابي على فكرة أن هذه هي الأرض التي أعطاها الله ليعقوب بالرغم من كل سقطاته، وبالرغم من أنه قد خدع أخوه، وخدع أبوه، حتى أنه فعل أمورًا عليها علامات الاستفهام في أرض لابان، وبالرغم من كل هذا، فقد اختار الله يعقوب كالشخص الذي سيرث الأرض التي وعد بها لجده إبراهيم.